بقلم الاستاذ محفوظ فرج
سمي هذا السوق بسوق اليهود وذلك لان أغلب البيوتات التي كانت على جانبيه يسكنها اليهود حتى نهاية أربعينيات القرت العشرين وهو يقع وسط المدينة قريبا من شمالها ويحيط به من الشمال باب السور المطل على الطريق المؤدي إلى نهر دجله حتى انه كان يسميه ابناء المدينة ( عنق الهوى) لانه لايفصل بينه وبين نسم النهر فاصل ومن الشرق يحيط به شارع الشواف بدكاكينه ومقاهيه حتى يصل في نهايته إلى المدرسة العلمية الدينية في سامراء ومن الغرب تحيط به محلة البو جول أي المحلة الخارجة إلى البريّة المطلة على مقبرة واسعة تمتد من شمال سامراء حتى سوق مريم وتنتهي حدود هذه المقبرة من الغرب بمركز شرطة سامراء ومحكمة بداءة سامراء ونادي الموظفين ومكتبة سامراء العامة وبيوتات الموظفين ومستشفى سامراء ومن الجنوب شارع البنك الذي يبدا من جسر الخشب المقام على مجرى دجلة القديم قبل ان يتحول مجرى دجلة عند اقامة سد سامراء بواسطة شركة زبلن لحماية بغداد من الفيضان وينتهي شارع البنك بصحن الامامين على الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وبذلك يمكن الدخول إلى هذا السوق من جميع الجهات خارطة ذلك السوق على شكل صليب على الرغم من أن هنالك طرق فرعية ضيقة أخرى فيه واذا دخلت إليه من الشمال من باب السور وغالبا ماترى في باحة باب السور قطعانا من الجمال في مستراحها وذلك يعني أن البدو القادمين الى المدينة دخلوا الى السوق ليشتروا ما يلزمهم وهم من سكان منطقة العيث شرق سامراء .
مدخل السوق
أول دخولك الى السوق تجد عن يمينك بزّارة الحاج سالم جاسم رحمه الله وفيها يصنع من التمر لدبس والخل وكان هذا الرجل كريما طيب الخلق لايرد احدا حين يطلب منه الدبس أو الخل وبدون مقابل واولاده هم دواود وزكريا والاستاذعلى والعقيداحمد و الدكتورمحمود والاستاذصلاح وفيهم الخير جميعا بزارة الحاج سالم على يمينك حين تدخل باب كبير يؤدي بك الى ممر طولي تصطف فيه أوعية الفخار الخضراء وفي كل وعاء نوع من أنواع الدبس أو الخل وقد كان يعمل في هذه البزارة المرحوم نجم عبد الله الحبيتر البدري يقابل البزّارة على اليسار بيت الحاج طايس الذي كان يسكنه صبري الدوري في الستينيات والد كل من محمد وعدنان وابراهيم وهم من عشيرة البومدلل العباسية . وحين تتجاوز البزارة ستصل الى بيت الحاج حسن الامّيل الدوري والد كل من الاستاذ صفاء والدكتور ضياء السيد علاء حسن وكان الاستاذ صفاء خريج المدرسة العلمية عين معلما في بغداد وكان ضياء حامي هدف نادي الرشيد الرياضي في كرة القدم في سامراء وكانوا يتميزون بدماثة الخلق والاريحية ثم يليه بيت حسين الامّيل وهو اخو حسن الامّيل وفي واجهته مجلاته التي يبيع فيها مايحتاجه البدو من أدوات وملابس وكان في بيته ديوان لاستراحة البدو ومبيتهم والحاج حسين رجلا طيبا رفيع الاخلاق واولاده السيد عبد الرزاق الذي تولى ادراة المحلات بعد وفاة ابيه والاستاذ كريم وهو استاذي في مادة الاجتماع في الصف الخامس الادبي في ثانوية سامراء ومجيد ورشيد وعبد الحميد . ومن للطرائف عن الاستاذ صفاء حسن الاميل انه كان اثناء تعليمه في بغداد ينتظر مصلحة نقل الركاب مع اصدقائه المعلمين فقال لاصدقائه أتعلمون استطيع ان اركب في سيارة المصلحة ولا ادفع للجابي قال له اصدقاؤه لاتستطيع ذلك قال سترون وحين وصلت سيارة المصلحة أخرج من جيبه نظارات سوداء وجعل نفسه اعمى وارد ان يتسلق باب السيارة واظهر انه لم يستع ذلك فجذبه الجابي وقاده واجلسه على انه اعمى ولم يدفع صفاء الاجرة وحين نزل ضحك على اصدقائه بعد ان دهشوا لتمثيله كيف اخذ دور الاعمى واتقنه
وحين تسير قليلا ستجد عن يسارك بزارة السيد عقيل الهندريز واخاه حميد الهندريز وقد توفي عقيل رحمه الله وتولى ادارة بزارة الدبس والخل اخوه عبد الحميد ثم تولى ذلك بعد وفاة حميد رحمه الله ولده ايوب لان ابنه الكبير فاضل كان منشغلا في دراسته في كلية الاداب قسم الآثار والملفت ان ايوب حميد لديه اهتمامات أدبية وتأريخية وقد وجدته يوما في عمله يقرأ كتاب العربية بين امسها وحاضرها للدكتور ابراهيم السامرائي على اليمين ستجد بيوت الحاج عبود الدوري وفيها درب يرتفع رويدا رويدا يأخذك الى بيوت عشيرة آل مدلل العباسية وقبلهم يواجهك بيت الاستاذ حسن عبود الذي تزوج بابنة الحاج عبود وهناك تجد بيت السيد شامل التورنجي البدري وبيت السيد حميد ومجيد وعباس وحسين وملا فرج وكلهم من عشيرة آل مدلل العباسية على يساري بيوت حسين الخضير والد احمد حسين رئيس ديوان رئاسة الجمهورية سابقا وحسن الخضير وبيت شهاب الاثول رحمهم الله وبيت جاسم الحبيتر والد الاستاذ نصيف يقابل ذلك على اليمين بيت رحيم الصفرة رحمه الله
وحين تسير وتنظر يسارك فهناك بيت الحاج مجيد الاعرج رحمه الله واذا تقدمت ستصل الى بيت السيد ابراهيم العبدي وحين تسير وتنظر الى يمينك ستجد بيت السيدين الدكتور كمال السامرائي والاستاذ رشيد التوفيق السامرائي وعلى يسارك بيت المرحوم ابراهيم محمد علي الدراجي وهنا تصل الى مدخل سوق اليهود وهو الطاق الاول للسوق بناء سصميك الجدران على شكل قوس تدخل الية فتجد عن يمينك رواقا طويلا يؤدي الى بيت الحاج عبد الامين الدوري وبيت فاضل العطية وبيت عبد الله الحبيتر رحمهم الله وحين تتقدم الى اليمين ستجد محل المرحوم حسين الزامل وولديه أحمد وعبد الله وهذه العائلة الدراجية الكريمة تتمتع بدماثة الخلق والتسامح وبجانب هذا المحل يأتي محل القصابة الوحيد في السوق وهو محل المرحوم الفاضل عبد الله السلطان الصاميلي وهذا الرجل مثال في الشفقة والرحمة وكان يذبح الشاة في بيته ويجهزها ثم يحملها على كتفه رحمه الله الى السوق ومن خلال ذلك يمكن ان نتعرف على الحالة الاقتصادية في سامراء والا كيف يمكن الاعتماد على قصاب واحد في السوق وذلك دليل على تردي الحالة وان القليل من الناس من يشتري اللحم وهم ذوي الدخول الجيدة وهم قلة في ذلك الزمان اقصد ستينيات القرن العشرين ومن لديه القدرة على الشراء في الاغلب هم المعلمون والتجار .وكنت آنذاك وانا صغير انظر الى العم عبد الله رحمه الله وكيف يسلخ الشاة فكان يفتح فتحة في أحد أرجل الشاة ثم ينفخها بفمه فتصبح كالبالون المملوء بالهواء ثم يضربها بيده وتبدأ عملية سلخها . يقابل العم عبدالله الشويخاوي الدوري من جهة اليسار المرحوم شاكر الحاج عبد الله الحيدراوي الدوري وشاكر رجل هادئ جدا جدا يبيع الاقمشة وكان يشتري البدو منه في الغالب مما يدلل على ان مدخل السوق من الشمال يتبضع منه البدو حاجتهم المهمة وللحاج شاكر أولاد هم في غاية الخلق والطيبة وهم الاستاذ ثابت شاكر والاستاذ فاضل شاكر مدير مدرسة المستنصر الابتدائية والمرحوم الملازم ماهرشاكر والاستاذ ثامر شاكر وعامر شاكر بجانب السيد شاكر زقاق يوصلك الى شارع الشواف وفي هذا الزقاق تجد بيت سلمان الحاج حمود الدوري ويروي والدي رحمه الله ان السيد حميد سلمان كان لديه راديو يسمعون من خلاله حفلات أغاني ام كلثوم القديمة وهناك بيت السيد توفيق الاعرج والد الاستاذ علاء توفيق وهم عائلة كريمة اذكر ان انني حين عدت من ليبيا قادما الى الاردن ثم الى العراق وفي طريبيل استلموا جوازات سفرنا في الحدود العراقية فخرج عليّ شخص استقبلني بحفاوة عالية وسهل لي دخولي رحمك الله يا مأمون توفيق وفي ذلك الزقاق بيت الملا توفيق الخطيب وبيت السيد عبد اللطيف الطوبجي البدري رحمهما الله
وعلى يسار الزقاق بيت الحاج شمل العباس المحمد الحمد والد كل من محي شامل وثامر شاكل وعامر شامل الشاعر الشعبي المعروف في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمهم الله جميعا ولعامرشامل عناية خاصة في نظم فن الزهيري وهو من الفنون غير المعربة وبيت الحاج حمد حار والد الحاج جاسم حمد حار رحمهما الله والحاج حمد حار عمّر كثيرا اذ بلغ عمره المائة سنة وعرف ولده الحاج جاسم بطيبة النفس والعطف على الفقراء والمحتاجين ثم في الركن من شارع الشواف محل السيد حميد العزت رحمه الله سأرفع رأسي الى سقف سوق اليهود فهو عبارة عن أوتاد من الخشب متقابلة على شكل مثلث رأسه في الاعلى ويتوسطها عمود ممتد تلتقي عنده الرؤوس وتلك الاعمدة مغطاة بالجينكو والحصير . سأتقدم قليلا في السوق وعلى اليمين سنجد محلين للاخوين الكريمين محد وصالح آل طهماز البدري رحمهما الله وفي هذين المحلين كل مايحتاجة الفلاحون والبدو من أقمشة وادوات زراعية انهما من الخلق الرفيع مايعجز عن وصفة الكاتب يقابلهما على اليسار محل السيد عقيل محمد على الدراجي (عكلة الرقاع ) لرقع الاحذية وبجانبه محل أخيه ابراهيم محمد علي الدراجي لبيع الاحذية وبجانبهما محل جاسم الحبيتر البدري لبيع المواد الغذائية رحمهم الله يقابلهما محل المرحوم توفيق الاعرج الدوري.
وهنا يأتي الطاق الثاني لسوق اليهود بجدرانه السميكة المبنية بالطابوق والآجر وهو مدخل آخر للسوق تتسع قليلا من جهة اليسار حيث محل السيد قادر الشعيب الدراجي لبيع المواد الغذائية والجبن واللبن وتجد في المحل أواني لبيع الحلاوة الشكرية والحلاوة الدبسية . وأذكر ان جدتي رحمها الله كانت تكلفني بأن اجلب لها أقراص النعناع بعانة وهي اربعة فلوس من المرحوم قادر وكنت في الطريق آكل واحدا من هذه الاقراص وانا طفل فتسألني هل اكلت منها اقول لها لا فتقول لي تقدم تحوي وحين اتقدم تشم رائحة النعناع في فمي فتؤنبني على ذلك. والمرحوم قادر الشعيب رجل نظيف بوجه صبوح ابيض وعينين زرقاوين وبجانبه محل لبيع الاقمشة كان للسيد عبد النبي البدري ومحل آخر لاخيه السيد حساتي رحمهما الله.
في الموضع المقابل للسيد قادر الشعيب على اليمين محل للسيد خزعل النيساني رحمه الله وكان ايضا لبيع الاقمشة ويبدو ان سوق الاقمشة في تلك المدة اقصد الخمسينيات والستينبيات من القرن العشرين كان رائجا وغالب الذين يشترون هم من القرويين ومن البدو الرحل .
هذه المساحة من السوق لازالت مخصصة للفلاحين والبدو رجالا ونساء وبجانب خزعل محل لصناعة الفراوي والفروة لباس بطانته أصواف الاغنام تقي القروي من البرد القارص في الرعي وكان يصتع هذه الفراوي ابراهيم الخليل البازي واخوه حامد الخليل رحمهما الله بجانبهما محل محمد الزامل رحمه الله وفي هذا المحل أنواع مايحتاجه القروي يجدون عنده المسحاة والمرواح والحبال بانواعها وبكرات الخشب يجدون أوعية للماء من النسيج يحملها الراعي والقروي على دابته حيث يحتفظ الماء ببرودته فيها يجدون (الخرج ) وهو مايوضع على ظهر الدابة له جيوب كبيرة على الجانبين تحمل فيه المواد الغذائية والماء يجدون (الفوطة ) وهي ماتلبسه المرأة لتغطي بهاشعرها وهي سوداء اللون ويجون الجرغد وهو قماش أسود مطرز الحواشي تشد المرأة به رأسها فوق الفوطة .
بعد محل محمد الزامل يأتي محل الحاج المرحوم صالح الطهماز لبيع الاقمشة وهو والد كل من الدكتور فاضل صالح السامرائي والمرحوم الدكتور مهدي صالح البدري والاستاذ عبد الرحمن طهمازي وفي تقدمنا قليلا سنصل الى تقاطع السوق في جهاته الاربعة في ركن التقاطع محل المرحوم عبد المجيد الاعرج الدراجي لبيع الاقمشة وكان يساعده في البيع ولده نافع الذي انتقل
الى بغداد والسيد عبد المجيد مثال في الشرف والخصال السامية وكذلك أولاده نافع والاستاذ محمد أمين وعباس واحمد ومحمود .
تقاطع الصليب
تقاطع الصليب من اليمين يؤدي الى قبر الحاج مهنا المفضي الى محلة البجول والحاج مهنا من الرجال الزهاد وهذا المكان يلل على بقايا مقبرة قديمة في المكان وقد بنيت فوقها البيوت ولم يبق سوى قبر الحاج مهنا . وقبل الوصول الى القبر اصطفت البيوت والمحلات على جانبي الزقاق بيت سعدون الدراجي ابي قيس وهناك محل لصباغة خيوط الصوف لحياكة البسط وكان سوق حياكة البسط رائجة في تلك المدة وهي ستينيات القرن العشريتن كان يدير هذا المحل السيد جاسم الصباغ رحمه الله والد سامي ومحمود وكمال وبعد ذلك تأتي علوة الحبوب للسيد الحاج سلوم السامرائي والد الدكتور عبد الله سلوم السامرائي .
وعلى يسار الزقاق بيت السيد كامل الحلاق رحمه الله تليه علوة لبيع الحنطة والشعير للحاج أحمد العي الدوري يعاونه صهره الحاج زهدي الدوري . ومحل بجانب العلوة لزيدان الفتنة النيساني رحمه الله والد الملازم عباس زيدان رحمه الله وقد استشهد الملازم عباس في حرب الشمال وهناك زقاق ضيق طويل يسكنه السيد مهدي الضباغ والد خالد الصباغ وكذلك بيت زهو العبيدي والد الاستاذ عبد الجبار زهو التقاطع على اليسار من اليسار محل السيد حسين القندرجي والد الاستاذ موفق ومظفر وطارق وعماد بجانبه محل أبو دنية (تريفة) لرقع الاحذية ان انتشار محلات رقع الاحذية اشارة الى ضيق ذات اليد في شراء حذاء ولذلك يلجأ الناس لتردي الحالة الاقتصادية الى ترقيع احذيتهم بجانب هذه المحلات بيت السيد عبدالرزاق النيف العباسي والد الاستاذ فالح السامرائي واللواء هاشم وماجد ونايف وسعد يجاوره بيت السيد ناجي العشعوشي رحمه الله والد السيد ضياء وصفاء
وفي الجانب نفسه انعطافة الى رقاق ضيق يؤدي الى بيت الملا ياسين الحاج شهاب الذي اشار اليه السيد جمال البدري في روايته حارة سوق اليهود وافتخر بانه لم يدرس القرآن عنده لان كل من درس عليه لم يفلح وفي ذلك جناية على الملا ياسين واسأل السيد جمال البدري أيعرف هو من الذي تعلم القرآن عند هذا الرجل . في نهاية ذلك الزقاق بيت الحاج عبد الرحمن الخطيب رحمه الله والد الاستاذ عبد الصمد والاستاذ عبد العزيز وسعد ومحمد حفظهم الله . وقد غمز الحاج عبد الرحمن الخطيب الدكتور جمال البدري كذلك في روايته حارة سوق اليهود بما يسيء لعبد الرحمن وهو جار له وذلك لايليق .
بيت الاستاذ عبد الرزاق البدري
واذا سرت قليل ستجد زقاقا ضيقا طويلا فيه بيت الاستاذ الفاضل الاديب البارع والشاعر المعروف عبد الرزاق شاكر البدري أمين مكتبة سامراء العامة وكانت المكتبة في عهده من أضخم المكتبات
وهي تضم امهات المصادر العربية في شتى العلوم يؤمها الناس من جميع انحاء العراق ويهدي لها كتاب العصر البارزين كتبهم حتى اني وجدت وانا ادرس الماجستير عام 1986 م ان لطفي السيد قد ارسل مؤلفاته هدية للمكتبة بتوقيعه وهو علم من اعلام مصر الكنانة وحين ترك الاستاذ عبد الرزاق المكتبة اهملت وتبعثرت وشاعت السرقة سرقة الكتب منها فتضاءلت واندثرت ثم جاء الاحتلال 2003م وتحولت كتبها المتبقية الى كلية التربية في سامراء واصبحت بناية المكتبة سجنا
وكانت في المكتبة حديقة غناء بالورد والاشجار يلتقي فيها طلبة الاعدادية في سامراء للمطالعة أيام الامتحانات النهائية .
واذا تركت بيت الاستاذ عبد الرزاق وتقدمت قليلا ستصل الى بيت الشيخ الاستاذ الصحفي سعيد البدري شيخ عشيرة البوبدري وهو رجل مثقف بارع ومفوه كانت له صداقات حميمة مع شعراء العراق وادبائه ومنهم الشاعر معروف عبد الغني وله فيه كتاب مطبوع .وبعد ذلك تكون قد وصلت الى شارع الشواف.
التقاطع نفسه على اليمين محل حلاقة خيري مقابل حسين القندرجي ثم بيت الحاج احمد العلي الدوري ثم بيت المرحوم الحاج فليح الحسن العباس رحمه الله واولاده طلال وحميد وعبد الملك وكان لدى الحاج فليح مقهى في شارع الشواف يليه بيت الحاج حساني البدري ثم بيت الشيخ حميد الشيخ وهيب الرفاعي . الخط العمودي الى الجنوب في وجه محل السيد مجود الاعرج سنلقاه مقسوم بين قبيلتين البودراج والبونيسان وحين تنطلق فيه ستصل الى محلات البودراج (النجاجير) فعن يسارك محل النجارة للسيد محمد عرب رحمه الله وهذا الرجل مولع بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم واجود من بجيد ضرف الدف في مدح الرسول وصوته جميل جدا لكنه لايقرأ الا في المناسبات المهمة وهو مقل جدا وقد عمّر كثيرا ولم يفارق محله ابدا حتى وفاته رحمه الله تزوج بثلاث نساء واولاده الحاج الاستاذ محمود محد عرب وهو اديب وشاعر متمكن وتربوي مميز تربت عليه اجيال من ابناء سامراء ومن اولاد الشيخ محمد عرب الحاج حسين وخالد وقاسم والشيخ كانت له صداقة حميمة مع الشاعر معروف الخالصي . واذا انعطفت من محله الى الزقاق المؤدي الى بيوت النجارين ستجد محل النجارة للشيخ أحمد حسن الطه الدراجي وهذه الشخصية الفذة ترتقي في التقى الى درجات الصالحين وكثيرا ما كنت اسمعه يردد في الفجر سورة الاخلاص في المسجد وهو والد الشيخ احمد حسن الطه العالم الجليل والخطيب البارع
سوق النجارين
في سوق النجارين تحدث احيانا مشاحنات وشتم وعراك بصياح يلفت اليه السوق كله ولكن القلوب الطيبة سرعان ما تعود الى هدوئها وكأن شيئا لم يحدث .وبعدها يوزع السيد المرحوم احمد الزيات الشاي من مقهاه الكائن هناك
اذا تقدمت من اليمين ستصل الى بيت محمد الاحمر واخيه (جيبي عبرك) وهذا لقبه ويقال ان (جيبي عبرك ) كان يشتغل في العبرات التي تشق نهر دجلة ذاهبة الى بغداد وكانت اصابعه مفتوحة منها اصبع اعوج وكثيرا ما تركب الزائرة القادمات الى مرقد الامامين علىي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في العبرة فكان هو يقول للزائرة عندما تركب (جيبي عبرة ) أي اعطني الاجرة ويمد لها اصبعه الاعوج .وهنا تصل بيت محمد الاحمر تكون قد غادرت البودراج ووصلت الى محلات الصاغة البونيسان تجد محل السيد أحمد السالم لبيع الاقمشة والمصوغات الذهبية ومحل محمد البشير والحاج أزهر السالم ومحل جاسم العجوان حتى تصل الى شارع البنك وهو نهاية السوقنشات هذه السوق منذ العهد العثماني والغالب فبل الاحتلال البريطاني 1917 م فكان السوق التجاري الكبير وهو صورة تعكس بضائعه مستوى الحالة المعيشية لابناء المدينة لابل العراق في تلك المدة والمؤكد ان بدايته في مطلع القرن العشرين بداية بسيطة تدلل على سوء الحالة الاقتصادية والمعيشية ولكنه أي السوق اخذ في التوسع من حيث البضاعة واخذ يزدهر صار الى ماهو عليه في الخمسينيات من القرن العشرين اذ تحسنت الحالة في تلك المدة واصبح الطلب على البضائع يزداد رويدا رويدا وذلك يعني ان هنالك نشاط زراعي تحديدا يتطلب انواع الآلات والمواد التي تسهل عملية الزراعة .ولذلك كانت مقدمة السوق مخصصة للفلاحين والبدو وفي الصباح يمر في هذه السوق معظم ابناء سامراء ورجالها وتسود الالفة والمودة اصحاب الدكاكين .
نساء سوق اليهود في سامراء
أما النساء فقلما يزرن مقدمة السوق الا العجائز المتقدمات في السن واذا كانت المرأة تروم زيارة سوق الذهب فانها تدخل السوق بعباءتها وخمارها (البوشية ) فلا يراها احدفي تلك السوق ارتبطت شخصيات مهمة في تاريخ العراق أصبح لها شأن كبير سياسيا وثقافيا واجتماعيا خدمت العراق خدمة جليلة فأصبحوا اهم الرجال البارزين الذين بنوا الدولة العراقية في نهضتها العلمية والسياسية فيها نشأ الدكتور الطبيب العالم الجليل كمال السامرائي طبيب العائلة المالكة وقد برع في احتصاصه على المستوى العالمي وهو النسائية والتوليد ، مارس التدريس في كلية الطب العراقية وخرج اجيالا من الاطباء وقد تكللت جهوده اخير بانشاء مستشفى السامرائي في بغداد حقق العديد من المصادر الطبية والف في مجال اختصاصة العديد من المؤلفات وقد كتب الدكتور كمال رحمه الله مذكراته في كتاب بعنوان (حديث الثمانين )طبعته وزارة الاعلام العراقية وهو اربعة أجزاء . أما أخوه المرحوم رشيد التوفيق السامرائي فله ايادي جليلة في الشأن التربوي في سامراء
ثم عين مديرا للتربية في بغداد وتولى ولده عامر رشيد منصب مديرا عاما في وزارة الاعلام العراقية في مدة الحكم العارفي .
ومن الشخصيات البارزة التي ترعرت في السوق الدكتور عبد الله سلوم السامرائي فهو شخصية سياسية أصبح وزيرا للاعلام في مدة رئاسة احمد حسن البكر .ترك مؤلفات مهمة منها الغلووالفرق الغالية في الاسلام وألف كتابا في تأريخ الشعوبية فضلا عن كتابته لروايات في سجنه . وفي كنف ابيها السيد صالح الطهماز البدري السامرائي نشأت شخصيات بارزة ومعلم من معالم سامراء هم أولاد الحاج صالح .الدكتور العلامة النحوي فاضل السامرائي أستاذ النحو العربي في جامعة بغداد صاحب المؤلفات القيمة الجمة مثل إبن جني النحوي والدراسات اللغوية والنحوية عند الزمخشري وكتاب عن ابن الانباري والتعبير القرآني والجملة العربية والمعتى ومعاني النحو باربعة اجزاء ومعاني الابنية في العربية ولمسات بيانية من البرنامج الذي لازال يقدمه من خلال قناة الشارقة الفضائية . الدكتور الجليل استاذ البلاغة العربية في جامعة بغداد المرحوم الدكتور مهدي السامرئي الذي درس المجاز في البلاغة العربية ولو مد الله في عمره لترك لنا مؤلفات قيمة في البلاغة . الناقد والشاعر العراقي المعروف عبد الرحمن طهمازي الاديب المبدع في مجال النقد العربي واذكر انه تناول الشاعر البصري محمود البريكان في كتاب نقدي مهم وترك مجموعتين شعريتين هما ذكرى الحاضر وتقريض للطبعة , ومن السخصيلت البارزة في المجال السياسي والعسكري اللواء المرحوم هاشم السامرائي وهو من الضباط الاحرار الذين اقتحموا وزارة الدفاع بدبابته في صبيحة 14 رمضان ز
ومن الشخصيات السياسية اليسارية السيد رعبد عجوان الذي ترك العراق وعاش في ألمانيا .
في مدخل السوق نشأ رئيس ديوان رئاسة الجمهورية سابقا السيد أحمد حسين السامرائي وقد تولى مناصب عدة في الدولة العراقية مثل وزير الخارجية ووزير الشباب في هذه السوق كانت تنطلق الابجدية في تعليم القرآن الكريم في بيت المغفور له الحاج الملا ياسين الحاج شهاب البدري . ويمكن ان يكون لوحده مدرسة تربوية تخرج فيها جمهور واسع من الاطفال تعلموا القرآن
تعلموا الخلق الرفيعكما قلت ان سوق اليهود يحده من الشمال باب السور المفضي الى النهر الخالد دجلة الخير واذا نظرت الى اليمن قليلا
سترى امامك مدرسة سامراء الاولى للبنات وحين تلتفت يسارا سترى مقبرة واسعة تصل نهايتها الى مركز شرطة سامراء ومن الشرق شارع الشواف الذي اخذ سوق اليهود من الناحية التجارية ينحسر بسببه لان الكثير من اصحاب المحلات في سوق اليهود هجروا السوق وتحولوا الى شارع الشواف منهم السيد حمد الشبيب والسيد سفاح الدوري وجمال الدوري واحمد الزامل وغيرهم
الاسواق الاخرى في سامراء
أما عن اسواق سامراء الاخرى فهناك السوق الصغير كما يسمونه أو سوق اللحم وهو كائن مقابل باب حضرة الامام علي الهادي عليه السلام من الشمال وبدايته محلات بيع اللحم اللحم وهناك محل رجب العاشور وصفر العاشور وخضير العاشور ومحل كريم الصالح القصاب رحمهم الله وهناك محل حلاقة جلول ومحل بيع الاقمشة لشكوري الملا لطيف وكذلك اخيه علي الملا لطيف ومحل فاضل الحاج عويد وحين تتوغل به تجدات محلات المواد الغذائية واغلبها هي محلات البو باز وهناك محل معجنات وفرن صمون للمرحوم يوسف اليعقوب وهناك السوق الكبير الكائن حول صحن الامام علي الهادي من جهة الغرب والجنوب باب القبلة هناك محل السيد حميد الوطني وهو محل مميز فيه انواع المواد الغذائية من ألبان واجبان وحلويات وعصائر لمختلف الفواكه وهو الوحيد الذي تجد فيه المعلبات الاجنبية بمختلف اشكالها وهناك محل السيد داود الحويو وفي هذا المحل يجد طالب العلم مايحتاجه من كتب نحوية وفقهية ويجد انواع القرطاسية والاقلام والاضماغ وورق تجليد الكتب وهو المحل الوحيد في سامراء باختصاصه تجد في السوق الكبير محل السيد جاسم الحميدي وهو الوحيد المختص في بيع الاعشاب الطبية والادوية فضلا عن المواد الغذائية تجد عند البابنك والدارسين والحلبة والزعتر والمستكي والميعة السائلة والزعفران واليانسون وحبة حلوة وحبة سوداء وكمون وغير ذلك كثير وفي الجانب الآخر غرب سامراء نشأ سوق مريم وهو يقع خلف مستودع الماء الشاهق وفي هذه السوق تباع الفواكه كالتفاح والموز العرموط والاجاص والرمان والبرتقال والليمون واللالنكي والخضروات كالطماطة والبامية والخيار والبصل والجزر والفجل والشلغم والكرفس والريحان والباذنجان والبطاطا هناك محلات متميزة للطرشي ولاتخلو هذه السوق من مطاعم يقدم فيها اشهى الكباب مع أنية اللبن الرائب ولكن شارع البنك الذي يحد سوق اليهود من الجنوب منذ نهاية السبعينيات من القرن العشرين بعد ان بنيت العمارات على جوانبه واصبحت الدكاكين تطل منها على الشارع ومن جوانبها طغت سوقه على جميع الاسواق فراجت به محلات الاقمشة والسجاد واثواب العرائس ومحلات المواد الكهربائية بانواعها الغسالات والتلفزيونات والمدافئ حيث محل كامل عكلة ومحل حسن كلاب ودكاكين الحلاقين والمصورين حيث كان فيه اقدم مصور في سامراء وهو المرحوم احمد شهاب وفيه ستوديو الفاطمي واستوديو الرياض وانتشرت على طول شارهع البنك محلات الخياطين ومحلات بيع الساعات اليدوية والجدارية ولم تكن فيه مكتبة سوى مكتبة السيد ناجي علي الدعيج الذي كان المرجع الوحيد لنا لاقتناء الكتب الادبية والقرطاسية وكان يدير هذه المكتبة الاستاذ ذياب علي والاستاذ محمود وهم يتحلون باعلى الاخلاق والتسامح