منجزات وتخصيصات في ظل الاحتلال

عمليات إصلاح وصيانة محطات الضخ في العراق لتأمين إمدادات مياه صالحة للشرب للأسر العراقية بطول البلاد وعرضها تتولى أمرها منظمة الصليب الأحمر الدولية، وكذلك توفير الأدوية وأدوات الجراحة للمستشفيات، ولكن جهود المنظمة الدولية محدودة الموارد لا تفي إلا بأقل من 20% من احتياجات الشعب العراقي في الحالتين، فأين قيادة القوة الاحتلالية الأميركية؟ وهل تقتصر مهمتها على التدمير المنظم لأسباب الحياة في العراق؟ عندما شنت الولايات المتحدة حملة الغزو الشامل في عام 2003 كان العراق مضرب مثل نموذجي في العالم العربي من حيث كل شيء.. حتى في ظل العقوبات الدولية.. من الوفرة في السوق الاستهلاكية إلى خدمات الماء النقي والإمداد الكهربائي والرعاية الصحية. الآن تقول اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر إن ملايين العراقيين يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض جراء نقص الرعاية الصحية وخدمات الماء والصرف الصحي. غالبية الشعب العراقي يضطرون الآن إلى الاعتماد على مياه الأنهار والآبار التي غالباً ما تكون ملوثة ويتأثرون بالتلوث الناجم عن تعطل شبكات الصرف الصحي. والغالبية أيضاً لا تجد خدمات علاجية كافية لأن المستشفيات باتت شبه خالية من الأدوية المنقذة للحياة وأي حد أدنى من المعدات والأجهزة اللازمة لعمليات جراحية، وبينما تنتشر حالات السرطان حتى بين الأطفال فإن بعض الأمراض بدأت تتخذ شكلاً وبائياً.. خاصة الكوليرا. وليست هذه كل «منجزات» الاحتلال الأميركي، فإضافة إلى انتشار الجوع والمرض والجهل لم يعد أي عراقي آمناً على نفسه أو ممتلكاته. وليس في الأفق ما يمكن أن يستدل به على أن ساعة الخلاص أصبحت قريبة، فالاحتلال الأميركي على الأرض العراقية سيبقى ثلاث سنوات أخرى على أقل تقدير. واشنطن تبرر بقاء القوة الاحتلالية بأنه شرط ضروري من المنظور الزمني لمواصلة شن الحرب على «المنظمات الإرهابية» في العراق. لكن هذا منطق معكوس. فالمنظمات القتالية «الإرهابية» نشأت وترعرعت مباشرة مع الاحتلال. فقبل الغزو الأميركي والاحتلال لم يكن في العراق وجود لمثل هذه المنظمات. إنه تبرير باطل لأنه لم يشفع بأدلة. ولكن حتى لو افترضنا صحته فإن السؤال يبقى مطروحاً: لماذا وجدت أصلاً قوات احتلالية أميركية في العراق؟

عن صحيفة البيان الاماراتية