صحوة سامراء.. شكوك في وعود الحكومة وخوف من مصير مجهول

زائر

صحوة سامراء.. شكوك في وعود الحكومة وخوف من مصير مجهول

الجيش الأميركي يعد بتأمين مرتباتهم بعد وضعهم تحت إشراف السلطات العراقية

بغداد: «الشرق الأوسط»
فيما تستعد الحكومة العراقية لتسلم الاشراف على قوات الصحوة بدءا بنحو 54 الفا منهم في بغداد مطلع الشهر المقبل، يساور القلق هؤلاء المتطوعين السنة، الذين انضموا الى القوات الاميركية في قتال تنظيم القاعدة، حيال ما سيؤول اليه وضعهم تحت اشراف السلطات العراقية.
وفي سامراء الى الشمال من بغداد لعب هؤلاء المتطوعون دورا حيويا في المساعدة في خفض معدلات العنف. وكان متشددون قد دمروا في فبراير (شباط) 2006 مرقد الامامين العسكريين في سامراء، مما أغرق العراق في فوضى طائفية. اما الان فنفس هذه الشوارع صاخبة والاكشاك التي كانت قد أغلقت تبيع كل شيء من البطيخ الى ملابس النساء، ويرجع الفضل في هذا جزئيا الى نحو 1200 عضو بمجالس الصحوة يتقاضون أجورا في سامراء. وحسب تقرير لوكالة رويترز هناك 1800 متطوع لا يتقاضون أجرا ويعملون في المنطقة الصحراوية المحيطة. ويقول عمر عيدان، الذي أعاد فتح متجر البقالة الصغير الذي يمتلكه ويقع في الجهة المقابلة لنقطة تفتيش، قبل ثلاثة اشهر، «لولا (مجالس) الصحوة لكان تنظيم القاعدة ما زال هنا ولكنا سجناء بمنازلنا». ووعدت بغداد بضم 20 في المائة من الحراس، الذين يقدر الجيش الاميركي عددهم بنحو 100 الف في أنحاء العراق الى قوات الأمن العراقية ومنح الاخرين وظائف مدنية أخرى، او تدريبا. لكن الحراس الذين يتقاضى الواحد منهم نحو 300 دولار شهريا من الجيش الاميركي، قلقون بشأن المستقبل، على الرغم من اشادة الحكومة في بغداد علنا بمساهمتهم في تحسين الاوضاع الامنية واعلانها أنه ستتم العناية بهم. وينظر بعض المسؤولين الحكوميين الى هذه القوات بارتياب. ويخشى بعض الحراس من أن يتم اعتقالهم بسبب ماضيهم. ويقول عامر حردان، 23 عاما، فيما لوح مقاتل اخر لشاحنة لتمر عبر نقطة التفتيش المسؤولين عنها «نريد جميعا وظائف في الشرطة لكننا لا يمكن أن نضمن... الحكومة لا تتحدث الينا قط، لهذا نحن لا نعلم شيئا بشأن كل القرارات. نشعر بالقلق».

ويخشى بعض المحللين من أنه اذا لم يتم الاعتناء بأعضاء مجالس الصحوة فقد يحملون السلاح مجددا ضد الحكومة.

ويحصل نحو 730 من حراس سامراء، الذين يتقاضون رواتب على وظائف في الشرطة غير أن مصير الاخرين لا يزال غير معلوم. وقال محمود خلف رئيس بلدية سامراء ان الحكومة تعترف بأنهم قاموا بعمل جيد، وأضاف أنه يبحث عن وزارة تضمهم اليها. وتابع أنه يعمل على هذا وسيتوصل الى شيء. ويعلق عبد الجليل المهدي، 23 عاما، الذي يراقب ميدانا عند نقطة دخول الى وسط المدينة، والذي تقدم لوظيفة بالشرطة الشهر الماضي لكنه لم يتلق ردا، «كل ما نسمعه هو حديث الحكومة عن الغاء مجالس الصحوة». وأضاف «اذا سرحونا ستعود القاعدة وتعثر علينا وتقتلنا جميعا. لن نستمر طويلا لانهم يعرفون وجوهنا».

وقال اللفتنانت كولونيل جي.بي مكجي قائد الكتيبة الاميركية بسامراء لوكالة رويترز، ان الهدف هو تسليم المسؤولية في سامراء في ديسمبر (كانون الاول). وأضاف «أبلغتهم أننا سنتولى الاشراف لضمان حصولهم على أجورهم وضمان سير هذه العملية بأكملها على ما يرام». وتابع قائلا: «انا واثق في ما قاله لي الزعماء العراقيون عن أنهم لن يديروا ظهورهم لمجالس الصحوة».

ويأمل زعماء مجالس الصحوة العراقية في هذا ايضا لكنهم يريدون اثباتا. وقال سهيل لطوف وهو شيخ عشيرة سني وقائد مجلس الصحوة في سامراء: «تلقينا أمرا من الحكومة بأن جميع المقاتلين سيحصلون على وظائف لكننا لا نثق بهم مائة في المائة». وأضاف «يجب أن نرى هذا من خلال تصرفاتهم».

عنصر في الصحوة يعاين ملابس أمام متجر في سامراء أول من أمس