****** بغـــــــــــــــــــــــداد******

بغداد
بغــدادُ يـبـكــــــي عليكِ الشعرُ والصورُ
والنادبون لــــكِ الأبــنــــاءُ والَقَــــــــدرُ
يا ألـــــفَ جُثـــــــــةَ يا أوداجَها قُطِعَتْ
لم يستطِع غسلَهــــــا من ضوءِهِ القمَرُ
في كل قارعةٍ أشــــــلاؤها نُــسِـــــــفَتْ
مجهولةُ الوجـه لا حالُ ولا خَبَــــــــــــرُ
هل في رياضِــــــــــكِ ما يكفي جنائزَهُمْ
مـــــــن الـــورودِ اكاليـــــــــلاً فهم كُثُرُ
إن قيل في الكرخِ آلات الـــردى عُزِفَتْ
ترَ الرصافةَ يومَ العــــــــــــــزفِ ينتظرُ
أو قيلَ في البصرةَ الفيحاءِ مجَـــــــزَرة
اللهُ يعلمُ في بغدادَ ما جـــــــــــــــــزروا
بينَ الأزقةِ صــــــــــــــاغَ الموتَ أغنيةً
إيقـــاعــــهــــــــا الُيُتْمُ والثكلى لها وَترُ
إن المســــاكــــــنَ تحكي عن مقابرِهم
سيانَ من عاصـروا والزوراءُ أو قُبِرُوا
إذ شهريار وسيــــافوه قـــــــــد سكروا
بنشوةِ النصرِ والأعرابُ مــــــا بصروا
كم شهــــرزاد اتــــتْ بكمــــــــاء تلثمه
لتفتدي نفسهـــــــــــــا والشعبُ يحتضرُ
يا قاب قوســـــــــين من قلبي ويا ألمي
إليــــك يــجـــذبـــنـــــــي ما ليس يستِترُ
مَعْ كل عبوةِ حقدٍ فيـــــــــــكِ قد زُرِعَتْ
جـــرح بــــروحــــــي له الآفاقُ تعتصرُ
يا آه كل عـــــــــــــــــــــراقيً آبى شرفاً
لا يستطيبُ بكِ عيشـــــــــــــــــا وُيحْتَقَرُ
يا صوةَ المجدِ والفرسانُ شاخصةَ الـــ
أبصـــــــار فــــــــــيكِ فما يغنيهم النظر
ما زلت عــــــــذراء يا بغدادُ واْغتُصِبَت
فيكِ النــــــــــوارسُ والشطآنُ والشجَرُ